معركة الفاو شباط 1986
ماذا حدث عشية الهجوم على الفاو
الجانب العراقي
أولا.الأستخبارات العسكرية العامة تؤكد وتصر على أن قاطع السويب الحدود الفاصلة بين الفيلق الثالث والفيلق السادس قاطع لواء المشاة التاسع عشر هو المكان المرشح الأخطر لهجوم العدو المرتقب
ثانيا.زيارات مسؤلين عسكريين الى القاطع للأطلاع على الأستعدادات والترتيبات الدفاعية للواء المشاة التاسع عشر
ثالثا. زيارات مسؤلي التوجيه السياسي للأطلاع على معنويات منتسبي اللواء بدأ بأمر اللواء وأنتهاءأ بأخر جندي ضمن المنظومة الأدارية للواء
رابعا.تعيين قائد الفيلق السابع قائد رديف لقائد الفيلق السادس
خامسا.تحريك أحتياط الفيلق السابع ( اللواء اليتيم) لواء مغاوير الفيلق الى قاطع الفيلق السادس وبقاء الفيلق السابع بدون قائد وبدون أحتياط!!
الجانب الأيراني
أولا.أستمرار المخادعة اللاسلكية لتظليل العراقيين وصرف نظرهم عن محور الهجوم الحقيقي
ثانيا.قصف مقرات التشكيلات والوحدات في قاطع السويب ضمن قاطع الفيلقين الثالث والسادس بشدة وبصورة مستمرة على مدار ثلاثة أيام قبل اليوم المشؤم للهجوم على الفاو لزيادة تظليل العراقيين عن محور الهجوم الحقيقي
ثالثا.القيام بعملية مخادعة هجوم تعبوي كاذب على قاطع لواء المشاة الثامن عشرلزيادة حجم تظليل العراقيين
رابعا.سحب كافة قطع المدفعية من حقل مجنون الشمالي عدى راجمة صواريخ كراد واحدة تنشر بزاوية 200 درجة في قصف المواقع في منطقة السويب
طبوغرافية قاطع شط العرب
طبيعة الأرض في الجانب الأيراني
مدينة المحمرة يحدها من الشمال منطقة الشلامجة العراقية ومن الجنوب نهر الكارون ومن الغرب نهر شط العرب يقابلها في الجانب العراقي جزيرة أم الرصاص في نهر شط العرب جنوب نهر الكارون مدينة عبادان
مركز مصافي النفط الأيرانية يقابلها في الجانب العراقي منطقة السيبة
من مدينة عبادان شمالا حتى رأس الخليج العربي جنوبا عبارة عن شريط من بساتين النخيل الكثيفة والقصب محصورة بين نهرين من جهة الشرق ترعة بهمشير الموازية لنهر شط العرب ومن جهة الغرب نهر شط العرب
الطرق
يوجد طريق واحد يبدأ من مدينة الأحواز يتجه نحو الغرب يسير جنوب نهر الكارون يصل الى مدينة عبادان / من عبادان يتفرع الى فرعين فرع يتجه نحو الشمال الى مدينة المحمرة وفرع يتجه نحو الجنوب يسير غرب ترعة بهمشير حتى جزيرة عبادان المقابلة لمدينة الفاو جنوبا هذا الطريق مستورببساتين النخيل من الرصد من الأراضي العراقية
طبيعة الأرض في الجانب العراقي
يبدأ قاطع شط العرب من منطقة أبو الخصيب شمالا حتى رأس (البيشة - مدينة الفاو) جنوبا غرب نهر شط العرب الشريط الأخضر مزروع ببساتين النخيل لايتجاوز عرضه واحد كيلومتر تتخلل هذا الشريط أنهار متباينة العرض ترتبط بشط العرب تسمى أحوازات تتأثر بظاهرة المد والجزر بمحاذات حافة البساتين الغربية يسير الطريق العام / اليابسة بين الطريق العام والطريق الستراتيجي تتعرض للغرق في فصل الشتاء لأرتفاع نسبة المياه الجوفية / اليابسة غرب الطريق الستراتيجي أمتداد لخور الزبير فيها مياه ضحلة / منطقة المملحة عبارة عن أحواض لغرض ترسيب الملح
جنوب طريق (أم قصر- الفاو) المسار المائي الوحيد للعراق خور عبد الله
الطرق في قاطع الفاو
أولا.الطريق العام ( بصرة – فاو ) يبدأ من مدينة البصرة شمالا يتجه جنوبا يسير بمحاذات الشريط الأخضر حتى مدينة الفاو
ثانيا. الطريق الستراتيجي يبدأ من طريق مدينة ( البصرة - الزبير) ويتجه جنوبا حتى المملحة غرب مدينة الفاو هذا الطريق أساسا يخدم خطوط نقل النفط من البصرة الى الميناء العميق في رأس الخليج العربي
ثالثا. طريق (أم قصر- الفاو) يبدأ من الجسر العسكري قرب القاعدة البحرية في أم قصر يتجه شرقا يسيربمحاذات خور عبد الله حتى مدينة الفاو
رابعا. توجد عدة طرق عرضية تربط بين الطريق الستراتيجي والطريق العام ( بصرة – فاو)
خامسا.يوجد عدد كبير من الطرق العرضية بين بساتين النخيل تربط الطريق العام ( بصرة – فاو ) بحافة نهر شط العرب الغربية
قطعات الجيش العراقي التي كانت تدافع في قاطع الفاو
أولا. قيادة فرقة المشاة الخامسة عشر مقرها على الخط الستراتيجي مقابل السيبة والتشكيلات التي بأمرتها مسؤليتها من أبو الخصيب شمالا حتى منطقة الدويب جنوبا
ثانيا.قيادة فرقة المشاة 26 مقرها في المملحة والتشكيلات التي بأمرتها مسؤليتها من الدويب شمالا حتى الفاو – رأس البشية جنوبا
ثالثا. أن الفرقتين أعلاه حديثة التشكيل ومعظم تشكيلاتها من ألوية الحدود ومنتسبيها مستجدين وغير مدربين جيدا وأمري الوحدات ذو كفاءة وسط
رابعا.القاعدة البحرية مقرها في أم قصر بأمرتها لواء مشاة بحري لحماية القاعدة كان لديها قواعد صواريخ ضد السفن منفتحة في منطقة رأس البيشة جنوب الفاو في رأس الخليج العربي
سير الأحداث
أولا. يوم 6 شباط 1986 بدأ العدو بقصف مدفعي شديد على المواضع الدفاعية للفرقتين 31 في قاطع الفيلق الثالث والثانية في قاطع الفيلق السادس في قاطع السويب وأستمر لمدة 72 ساعة بصورة شبه دائمية
ثانيا.منتصف ليلة 8 على 9 شباط قام العدو بعملية هجوم مخادعة تعبوية بمجموعة زوارق كبيرة على الموضع الدفاعي للواء المشاة الثامن عشرحسب شاشة رادار الرازيت سبقها قصف مدفعي شديد على قاطع اللواء المذكور أتصل رئيس أركان الفرقة العميد الركن غ ح العزاوي وأخبرني بالموقف وطلب اتخاذ تدابير الحيطة والحذر قلت له هذا هجوم مخادعة تعبوية ستنسحب الزوارق فور تنفيذ الخطة النارية
ثالثا.بعد وقت قصير أتصل قائد الفرقة الثانية وطلب مني أتخاذ تدابير الحيطة والحذر وقال بالحرف الواحد الهجوم واقع لمحالة بعد قليل على لوائكم / قلت له نحن مستعدين للمنازلة وبشوق وبروح وصلابة جيش صلاح الدين الأيوبي لكن هذا هجوم مخادعة رد علي أنتم لواء المشاة التاسع عشر معنوياتكم عالية
رابعا.لواء المشاة الثامن عشر يبدأ بتنفيذ الخطة النارية للواء محولا هور الحويزة الى جحيم فوق رؤس جنود العدو المحمولين بالزوارق ماهي الأ دقائق معدودة تنسحب الزوارق وكأن شيئ لم يكن
خامسا.صباح يوم 9 شباط 1986 مرصد الزرداني في قاطع الفوج الثاني لواء المشاة التاسع عشر يعبر تقرير معلومات بأنسحاب كافة قطع المدفعية المعادية من حقل مجنون الشمالي عدا راجمة صواريخ كراد واحدة تقوم بالرمي على القاطع / / اللواء بدوره يعبر المعلومات الى الفرقة الثانية
للمرة الثانية أخفاق مديرية الأستخبارات العسكرية العامة في معرفة محور هجوم العدو
قبل منتصف ليلة 9 على 10 شباط 1986 أتصل قائد الفرقة الثانية قال شن العدو هجوم ثانوي على قاطع الفاو الهجوم الرئيسي على قاطع لوائك يقصد لواء المشاة التاسع عشر قلت له سيدي لواء المشاة التاسع عشر في أقصى درجات الأستعداد القتالي لمنازلة العدو لكن لم يلاحظ مرصد الزرداني في قاطع لوائنا أي مؤشر غير طبيعي أمام قاطع اللواء يدل على وجود هجوم وشيك على القاطع أنتهت المكالمة // حدثت نفسي ما أشبه اليوم بالأمس عندما كان اللواء في قاطع غرب الطيب في الفيلق الرابع ليلة الهجوم على شرق دجلة نفس الجملة ونفس العبارة قالها لي قائد الفرقة 14 وماذا كانت النتيجة
أسباب أخفاق مديرية الأستخبارات العسكرية في معرفة محور هجوم العدو
أولا. أعتماد الأستخبارات العسكرية العامة في الحصول على المعلومات عن العدو على المعدات الفنية بأسبقية أولى وعلى التصاويرالجوية بأسبقية ثانية وهذه الوسيلتين أستطاع العدو تظليلها بسهولة لتحقيق أهدافه
ثانيا.لا تعتمد الأستخبارات العسكرية العامة على معلومات الأستخبارات التعبوية كمصدر من مصادر المعلومات المهمة عن العدو
ثالثا.لم تبذل جهدا لتسخير وكلائها في العمق الأيراني من الحصول على معلومات عن تحرك قطعات العدو خلف خطوط الجبهة الأمامية
رابعا.لم تستأنس برأي قائد الفيلق السابع وتناقش وجهة نظره حول أمكانيات الأستخبارات التعبوية في الفيلق ومصادر معلوماتها
أسباب فشل القطعات العراقية في الصمود في مواضعها
أولا. الجبهة مساحاتها شاسعة ومسرح العمليات معقد غير متكامل الأنجاز لكون الشريط الأخضر مزروع ببساتين النخيل وكثرة القصب بين النخيل وكثرة تفرع الأحوازات من شط العرب
ثانيا. الموضع الدفاعي الرئيسي خطي وحجم القطعات المدافعة لايتناسب مع جبهة الموضع ولايوجد فيه عمق ولايوجد خط دفاعي ثاني أصلا
ثالثا.أغلب القطعات المدافعة في القاطع من تشكيلات الحدود والأحتياط ضباطها أحداث وجنودها غير مدربين بصورة جيدة وأمري الوحدات ليس بكفاءة عالية تؤلهم للقتال في هذا القاطع
رابعا. الأهم من كل ماذكرناه أنفا لم يجري أنذارالقطعات بأن العدو يستهدف هذا القاطع في هجومه المرتقب ولو بنسبة مئوية ضئيلة
أسباب نجاح الجيش الأيراني في الهجوم على قاطع الفاو
أولا.نجاح عملية المخادعة اللاسلكية التي قام بها العدوالأيراني لتمويه أنتباه الأستخبارات العسكرية العراقية الى قاطع الفاو وتركيز أنتباهها على قاطع شرق دجلة
ثانيا.القيام بعملية مخادعة هجوم تعبوي كاذب على قاطع لواء المشاة الثامن عشر في قاطع شرق دجلة لزيادة حجم تظليل الأستخبارات العسكرية العراقية وتركيز الأنتباه على قاطع شرق دجلة
ثالثا.تأخير عملية حشد القطعات الأيرانية في الجهة المقابلة لقاطع الفاو لفترة ما قبل المعركة بساعات قليلة أدى الى عدم كشف نوايا العدو الحقيقة لمحور الهجوم المرتقب
رابعا.أستخدم العدو الأيراني رجال الضفادع البشرية بنطاق واسع بالوصول الى خلف دفاعات القطعات العراقية ومقاتلتها من الخلف
خامسا.قيام العدو بأنشاء أبراج حديد بأرتفاع عالي لأغراض الرصد مكنت المدفعية الأيرانية من تكبيد القطعات العراقية خسائر كبيرة بالعجلات المحملة بالجنود خلال تنقلها على الطريق العام (البصرة – الفاو) قبل وصولها الى أرض المعركة
صفحة الهجوم المقابل للجيش العراقي الباسل على العدو الأيراني
أولا.في نفس الليلة 9/ 10 شباط غادر قائد الفيلق السابع مقر الفيلق السادس الى مقر الفيلق السابع و لسان حاله يقول من غير أن أراه وقع الفاس بالراس
ثانيا.في نفس الليلة 9 / 10 يصدر أمر بحركة لواء مغاوير الفيلق السابع من قاطع الفيلق السادس الى قاطع الفيلق السابع بعد فوات الأوان لأن الوقت المستغرق للوصول الى الفاو 4 ساعة في الظروف الأعتيادية
ثالثا. حال أنبلاج فجر يوم 10 شباط 1986 وتأكد للقيادة العامة للقوات المسلحة أن هذا الهجوم هو محورالهجوم الرئيسي أنتقل أعضاء القيادة العامة للقوات المسلحة المتواجدين في قاطع عمليات شرق دجلة منذ مدة طويلة الى قيادة الفيلق السابع وعلى رأسهم المرحوم الفريق الأول الركن هشام صباح الفخري
رابعا.وضعت القيادة العامة للقوات المسلحة بالتنسيق مع قيادة الفيلق السابع خطة محكمة لمنع قطعات العدو الأيراني من توسيع رأس الجسر شمالا وغربا في هذا القاطع
خامسا.توجيه جهد أسراب الهجوم الأرضي للقوة الجوية العراقية لضرب تحشدات العدو في العمق الأيراني وتدميرها ومنعها من الأشتراك في المعركة بالأضافة الى واجب تدمير المدفعية الثقيلة بعيدة المدى من عيار 175 ملم أمريكي الصنع في العمق الأيراني
سادسا.توجيه جهد المقاتلات السمتية لطيران الجيش نوع مي 25 لضرب مواقع مواطئ القدم التي أحتلها العدو الأيراني في المملحة ورصيف المعامر في قاطع الفاو
سابعا.توجيه سلاح الصواريخ بتوجه ضربات الى تجمعات العدو في عمق الأراضي الأيرانية
ثامنا.توجه جهد السفن البحرية المجهزة براجمات صواريخ من مكان تواجدها في خور عبد الله لضرب العدو المتواجد في منطقة رأس البيشة
خطة الهجوم المقابل للقطعات البرية على قطعات العدو في قاطع الفاو
أجراءات تحشد القطعات
أولا.تحريك ألوية القوات الخاصة وألوية المغاويرالعاملة مع الفيلق الثالث والفيلق الرابع لأمرة قيادة الفيلق السابع لغرض أتخاذ مواضع صد لمنع العدو من توسيع جبهة الخرق شمالا وغربا لحين وصول القطعات المدرعة والألية من قواطع الفيلق الثالث والفيلق الرابع والفيلق السادس الى القاطع
ثانيا. حركة الفرقة الألية الخامسة مع كافة تشكيلاتها من الفيلق الثالث في البصرة الى قاطع الفاو وتكون مهمتها التقدم والأنفتاح على الطريق الستراتيجي من أتجاه الشمال بأتجاه المملحة وتدمير العدو المتواجد فيها
ثالثا.حركة الفرقة المدرعة السادسة مع كافة تشكيلاتها من الفيلق الثالث في البصرة الى قاطع الفاو وتكون مهمتها التقدم و الأنفتاح على الطريق العام (بصرة - فاو) من أتجاه الشمال بأتجاه الفاو وتدمير العدو في منطقة الشريط الأخضر
رابعا.حركة عدد من تشكيلات المشاة من قاطع الفيلق الثالث والفيلق الرابع والفيلق السادس الى قاطع الفاو من ضمنها لواء المشاة التاسع عشر وضعت بأمرة الفرق المدرعة والألية
ملحوظات الكاتب
أولا. قاطع الفاو أكثر تعقيدا من قاطع شرق دجلة لسببين الأول منطقة الشريط الأخضر بساتين نخيل تتخللها أحوازات كثيرة كما وصفناها أنفا والقتال فيها يعتبر من القتالات الخاصة تتطلب قطعات مدربة تدريبا خاصا
السبب الثاني المنطقة المحصورة بين الطريق العام والطريق الستراتيجي منطقة تنغمر بالمياه في فصل الشتاء وكذلك منطقة المملحة مما يؤدي الى تحييد حركة القطعات المدرعة والألية في العمل فيها
ثانيا.منطقة الفاو في أقصى الجنوب تبعد أكثر من 100 كيلومتر عن تواجد أحتياط الفيلق الثالث وأكثر من 250 كيلومترعن تواجد أحتياط الفيلق الرابع هذا الأحتياط تناور به القيادة العامة للقوات المسلحة عند حدوث تهديد في القاطع الجنوبي أن أختيار العدو الأيراني لمنطقة الفاو كان مدروس بدقة متناهية وينم عن ذكاء لكي لايسمح لقطعات الأحتياط العراقية من التدخل بسرعة كما حصل في معركة شرق دجلة في أذار 1985
ثالثا. معظم هجمات العدو الأيراني كانت تشن في فصل الشتاء لسبب حيوي هو ليل فصل الشتاء يكون طويلا لكي ينجز العدو أغلب الأعمال تحت جنح الظلام لكي يحقق المباغة ويثبت أقدامه في المكان الذي يحتله قبل الضياء الأول ويتجنب تفوق القوة الجوية العراقية وضرباتها
واجب لواء المشاة التاسع عشر في معركة الفاو في شباط 1986
سير الأحداث
أولا.صباح يوم 10 شباط 1986 قائد الفرقة الثانية يعقد مؤتمر لأمري التشكيلات والصنوف الساندة في دار أستراحة الفرقة على نهر الفرات
يؤكد ثانية أن الهجوم على الفاو هجوم ثانوي والهجوم الرئيسي على قاطع لواء المشاة التاسع عشر مما أثار حفيضتي قلت له سيدي اليوم قبل منتصف الليل سيصدر أمر بحركة لواء المشاة التاسع عشر من قاطع الفرقة الى قاطع الفاو وسيصدر أمر لاحق بحركة مقر الفرقة الى قاطع الفاو وأنشاء الله سنلتقي معكم هناك
ثانيا. اليوم الأول من المعركة ليلة 10 / 11 شباط 1986 صدر أمر بحركة لواء المشاة التاسع عشرمن قاطع الفيلق السادس الى قاطع الفيلق السابع
ثالثا.اليوم الثاني من المعركة صباح 11 شباط 1986 تسليم قاطع المسؤلية في السويب قاطع شرق دجلة وحركة اللواء الى قاطع الفيلق السابع
رابعا.حال وصولي الى قاطع الفيلق السابع التقيت برئيس أركان الفيلق وقدم لي شرح موجز عن الموقف وطلب مني بقاء اللواء هذه الليلة في المنطقة الخلفية حيث قضى اللواء ليلته في معسكر الدريهمية في الزبير
مهمة اللواء ضمن التشكيلات المناط بها الهجوم على تواجد العدو في الشريط الأخضر
خامسا.وضع اللواء بأمرة الفرقة المدرعة السادسة التي تقود تشكيلات المشاة التي ستشن هجوم على أماكن تواجد العدو في الشريط الأخضر التي بتماس مع مواضع لواء 110 حدود جنوب منطقة البحار على أن نقوم بالأستطلاع من مقر لواء 110 حدود مع الضياء الأول في اليوم التالي
سادسا. اليوم الثالث من المعركة 12 شباط 1986 مع الضياء الأول تنقلت مع أمري الوحدات على الطريق العام (بصرة – فاو) الى مقر لواء 110 حدود بعد وقت قصير من دخول عجلات الأمرين في الطريق المؤدي الى مقر لواء 110 حدود تعرضت عجلتي التي كانت تسير في مقدمة الرتل الى رشقة قنابل من المدفعية المعادية أمري الوحدات الذين يسيرون خلفي قالوا فقدنا أمر اللواء لدقة الرمية لكن الله كتب لنا حياة جديدة
سابعا.قمنا باستطلاع سريع وعاد أمري الوحدات لقيادة وحداتهم حيث طلبت منهم التنقل بفاصلات بين عجلة وأخرى وبوقت 10 دقائق بين سرية وأخرى لتقليل الخسائر أثناء التنقل على الطريق العام ( بصرة – فاو) الذي كان يتعرض الى قصف معادي شديد وطلبت من ضابط أستخبارت اللواء الذي كان يرافقني العودة مع أمري الوحدات و السيطرة على حركة عجلات الوحدات من منطقة أبو الخصيب
ثامنا. بقيت أنا في أقصى الأمام في مواضع أحد أفواج لواء 110 حدود بأنتظار وصول الوحدات الى المكان بحدود الساعة 10 صباحا وصلت السرية الأولى من الفوج الأول وجاء الملازم الأول فواز عبد الله تميم أمر السرية الى الموضع المتواجد أنا فيه طلب مني أيجازه عن مكان تواجد العدو / كان القصف المدفعي المعادي شديد جدا لن أبالغ أذا قلت السماء تمطر قنابل قلت له فواز القصف شديد والمكان فيه عدد من الجنود أكثر مما يتحمل بخمسة أضعاف
أذهب أحمي جنودك بالأرض من القصف المعادي ثم عود لكي أقوم بأيجازك ذهب وعاد بعد وقت 20 أو 30 دقيقة حيث أوجزته بالموقف ووصفت له أماكن تواجد العدو التي لم تبعد أكثر من 200 متر عن مكان تواجدنا ثم عاد الى مكان تواجد سريته هذا الضابط كانت له قصة شخصية نشرت سابقا في موقع الكاردينيا
وصول معاون (رأج) للعمليات برفقته قائد الفرقة المدرعة السادسة
تاسعا.قبل ظهر يوم 12 شباط وصل معاون (رأج ) للعمليات اللواء الركن هشام صباح الفخري يرافقه قائد الفرقة المدرعة السادسة اللواء الركن أحمد حماش وأمر مدفعية الفرقة والمسؤل الحزبي للفرقة جلسا على بعد 10 متر من مكان جلوسي وبدأ أمر مدفعية الفرقة أستخراج معلومات من الخريطة لغرض ترمية مدفعية الفرقة على الجهة الشرقية من حافة شط العرب وأعطى المعلومات بالجهاز اللاسلكي الى موقع قيادة المدفعية بعد وقت قصير من 3-4 دقائق رمت مدفعية الفرقة رشق أعتقد 3 طلقة لكل مدفع ( 4 كتيبة × 18 مدفع ذاتي الحركة = 72 مدفع × 3 طلقة = 216 قذيفة مدفع )أين سقطت؟؟
قنابل مدفعيتنا تسقط فوق رؤس جنودنا
سقطت القنابل فوق جنودنا جنود من وحدات مختلفة عشرات الشهداء وأضعاف مضاعفة من الجرحى وشبت النيران في سعف النخيل والقصب والبردي قسم من الجرحى لم يتمكن من مغادرة المكان أحترق بالنيران هذه الحادثة بسبب أختلاف خرائط المنطقة // أذكر هذه الحادثة شهادة لله أولا والتاريخ ثانيا وأنا أوثق جزء يسير مما حدث في هذه المعركة الكبيرة
موقفين متناقضين من قبل مسؤلين الأول ينم عن الرعونة والثاني ينم عن المسؤلية
أعداد غير قليلة من جنود وحدات مختلفة في المكان أرهبهم المنظر وبدأ قسم منهم بالتراجع الى الخلف شاهدني معاون (رأج) أستدعاني وقال لي لماذا جنود لوائك تراجعوا الى الخلف / قلت له سيدي هؤلاء ليس جنود لوائي لأن وحدات اللواء وصل منها الى المكان سريتين فقط ومقر الفوج الأول قال أين أمر الفوج قلت له بالأمام سيدي قال نذهب اليه.. ذهبنا وسأل أمر الفوج نفس السؤال وتلقى نفس الجواب الذي قلته أنا / أصبح على يقين نحن الأثنين صادقين في أقوالنا ونحن في أرض المعركة دفاعا عن الوطن / المسؤل الحزبي للفرقة سحب أقسام بندقيته لينفذ حكم الأعدام بحق أمر الفوج الأول لواء المشاة التاسع عشر تصرف أرعن من رجل غيرمسؤل ينم عن عدم أحترام المافوق أولا وعن ضمير أنتهازي ميت ثانيا / رد فعل معاون رئيس أركان الجيش للعمليات اللواء الركن هشام صباح الفخري رحمه الله
( تكلم باللهجة المصلاوية مع ضربة الى المسؤل الحزبي أبعدت البندقية عن أمر الفوج - قالها بأنفعال – كوي دولي أنت شنو) حمدت الله على سلامة أمر الفوج أنتهى هذا الموقف / هكذا كان يتصرف البعض من مسؤلي الحزب نحن بحاجة الى الجندي فكيف أمرفوج كلف الجيش وقت طويل في أعداده لهذا المنصب وفي هذا الظرف العصيب من أين نأتي بأمر فوج؟؟؟
عاشرا.بعد الظهرتكاملت وحدات اللواء بالوصول الى المكان / المفروض التشكيلات التي سبقتنا تقوم بالهجوم على أماكن تواجد العدو لكن تواجد معاون (رأج) للعمليات في أقصى الأمام أتخذ قرار بمسك خط مقاومة خرق جنوب مقر لواء 110 حدود شرق وغرب الطريق العام (بصرة – الفاو) لمنع العدو من توسيع الخرق بأتجاه الشمال أمضى اللواء ليلته في هذا المكان على خط التماس مع العدو تحت القصف المدفعي المعادي
أحد عشر.اليوم الرابع من المعركة 13 شباط 1986 مع الضياء الأول بدأت الوحدات بأتخاذ موضع مقاومة خرق شرق وغرب الطريق العام ( بصرة – فاو) على شكل ثلاث خطوط دفاعية متلاحكة بدون فاصلات
أثنى عشر.لأستشهاد أمر لواء المشاة 704 العقيد باشا لأ أتذكر أسمه الكامل من الأخوه اليزيديين الشجعان نتيجة القصف المدفعي المعادي صدر توجيه بأتخاذ مواقع حصينة لحماية المقرات من القصف المدفعي المعادي لتقليل الخسائر بالأمرين / مقدم اللواء وجد أحد المواقع الغير مشغولة على أحد الطرق العرضية بين الطريق الستراتيجي وطريق (البصرة – فاو) خلف خط مقاومة الخرق الذي أتخذته وحدات اللواء تم أشغاله من قبل مقر اللواء
مواقف أنسانية يجب أن يتحلى بها القادة والأمرين في المعركة
ثلاثة عشر. اليوم الرابع من المعركة ليلة 13/14 شباط 1986 التحق بمقر اللواء وهو في مقره الجديد المحمي نسبيا من تأثير القصف المدفعي المعادي أمر كتيبة مدفعية الأسناد المباشر وكالة ضابط برتبة نقيب وثلاث أمري بطريات برتبة ملازم اول قدمهم أمر الكتيبة شرحت لهم الموقف وواجب وحدات اللواء نظرت في وجوههم وقرأتها فورا / قلت لهم ولدي كم يوم صار ما ماكلين طعام نظروا بوجه أمر الكتيبة واحد منهم تشجع قال سيدي من أول يوم المعركة لاماكلين ولا نايمين أربعة أيام أوعزت الى مقدم اللواء بتقديم طعام لهم بما يشعب جوعهم بعد تناول الطعام قدم لهم الشاي بعدها قال لهم أمر الكتيبة توكلوا على الله الى وحدات اللواء قلت له أذا أربعة أيام ما نايم يستطيع يقرأ خريطة وصحح نيران المدفعية قلت لهم ولدي ناموا هنا الليلة أمر الكتيبة قال سيدي شلون والوحدات أذا صار هجوم بالليل قلت له أنا أتحمل مسؤلية ترمية المدفعية وأمري الأفواج مدربين على تصحيح النيران ناموا تلك الليلة ملئ جفونهم
أربعة عشر.اليوم الخامس من المعركة 14 شباط 1986 صباحا تفقدت مواضع الوحدات وجدت المواضع قد حفرت بعمق خمسة أقدام لأن الأرض هشة والجندي أكتسب خبرة من المعارك السابقة لما تقدمه الأرض من حماية ضد تأثيرالقصف المدفعي المعادي / ليلا تغيرت الأحوال الجوية و بدأ المطر لكن القصف المدفعي لن يفتر أبدا واجهتنا مشكلة أنقطاع أسلاك المخابرة بشكل مستمر كان في اللواء نائب ضابط مخابر سلكي جذوره في اللواء تمتد الى ماقبل 1958 أكبر مني سنا هذا الرجل بالرغم من كبر سنه كان لايهاب الموت كانت المسافة بين مقر اللواء والوحدات بحدود 1 ونصف كيلومتر ذهابا وأيابا 3 كيلومتر على مدار الساعة يتنقل ولايقبل أن يقوم بالواجب بديل عنه جائني مسؤل مكتب مقر اللواء لأول مرة منذ خمسة أيام قال سيدي المراجع العليا طالبين نقل ضابط صف مخابر قديم الى أحد وحدات المقر العام من العاملين بجبهات القتال قلت له رشح (ن ض ) أبراهيم خليل
وصل لتوهه من الوحدات وقاربت الساعة منتصف الليل قلت له أبراهيم لف يطغك وتصحبك السلامة قال سيدي وين قلت له أديت الواجب وزيادة قال سيدي رشح غيري قلت له بارك الله بك وبكل الخيرين من أمثالك وتصحبك السلامة
الموقف في المملحة كان أكثرصعوبة من الشريط الأخضر
خمسة عشر.نظرا لكون منطقة المملحة مفتوحة وهي عبارة عن سداد ترابية بعرض 3 متر تحيط بها المياه من كل جانب كان يوجد فيها مقر الفرقة 26 أستطاع العدو من أحتلال موقعها في اليوم الأول من المعركة كانت فيها رشاشات ثقيلة أحادية السبطانة وثنائية السبطانة ورباعية السبطانة العدو لديه جنود مدربين على أستخدامها وهي في مواضع محكمة فقط غيروا أتجاه
السبطانات بأتجاه القطعات التي كانت تقوم بالهجوم عليها من أتجاه الشمال الحقت خسائر كبيرة بقطعاتنا المهاجمة
ستة عشر.اليوم السابع من المعركة 16 شباط 1986 الموقف لاتبدل العدو يضخ وجبات بعد وجبات من جنوده مستميتا في الدفاع عن المواقع التي أحتلها عكس ماحصل بمعركة شرق دجلة / وردت معلومات بأحتمال قيام العدو بعبورثاني من منطقة السيبة أو منطقة الدويب بهدف أحاطة قطعات الفاو من الشمال والمواضع الدفاعية في المنطقتين على حافة نهر شط العرب تكاد تكون شبه خالية صدر أمر بحركة اللواء الى قاطع الدويب
سبعة عشر.اليوم الثامن من المعركة 17 شباط 1986 سلم اللواء قاطع المسؤلية وبدأ بترقيق القطعات سرية بعد أخرى تجنبا للخسائر جراء القصف المدفعي المعادي وبدأ بنفس الوقت بأشغال موضع دفاعي جديد في منطقة الدويب
بماذا تميزت معركة الفاو في شباط 1986
أولا.نجاح عملية المخادعة اللاسلكية التي قام بها العدوالأيراني لتمويه أنتباه الأستخبارات العسكرية العراقية الى قاطع الفاو وتركيز أنتباهها على قاطع شرق دجلة
ثانيا.تأخير عملية حشد القطعات الأيرانية في الجهة المقابلة لقاطع الفاو لفترة ما قبل المعركة بساعات قليلة أدى الى عدم كشف نوايا العدو الحقيقة لمحور الهجوم المرتقب ونجاح هجوم العدو على قاطع الفاو
ثالثا.أستخدم العدو الأيراني للمرة الثانية رجال الضفادع البشرية بنطاق واسع بالوصول الى خلف دفاعات القطعات العراقية ومقاتلتها من الخلف
رابعا.كانت القيادة الأيرانية تسعى دائما الى أحتلال أي مدينة عراقية لغرض رفع معنويات قطعاتها وأستغلالها أعلاميا وبأحتلالها الى شبه جزيرة الفاو حققت أضافة لما ذكرته أنفا هدف أخر هو تهديد دول الخليج العربي خاصة الكويت حيث توالت تصريحات المسؤلين الأيرانيين بأنهم أصبحو على بعد خطوة من الأراضي الكويتية
خامسا.للمرة الثانية أخفاق مديرية الستخبارات العسكرية العامة في معرفة محور هجوم العدو وأصرارها على أن الهجوم المرتقب على قاطع السويب شرق دجلة كلف الجيش العراقي الباسل أكثر من 55000 ألف شهيد بضمنهم قائد الفرقة الألية الخامسة العميد الركن على الحياني وضعف هذا العدد من الجرحى وعدد كبير من الأسرى بضمنهم أمر لواء 111 حدود
سادسا.بالرغم من طبيعة المنطقة المعقدة لقاطع الفاو وصعوبة الموقف التعبوي ألأ أن قطعات الجيش العراقي الباسل بتضحياتها الجسام حالت دون تحقيق أحلام العدو الأيراني وجعلت من شبه جزيرة الفاو مقبرة للغزاة الأيرانيين ومهدت لمعركة عظيمة بعد سنتين من تحرير شبه جزيرة الفاو خلال 36 ساعة فقط كبدت العدو الأيراني خسائر جسيمة وفتحت الأبواب لتحرير كامل الأراضي العراقية
سابعا.بسبب الأنانية للبعض من القادة الميدانيين خوفا من المسؤلية وتعليق أخطائهم برقاب الأخرين زهقت أرواح بريئة لعدد من أمري التشكيلات لم يرتكبوا جريمة بحق الجيش العراقي الباسل أخص بالذكر منهم العقيد رمزي عبد الفتاح أمر لواء مغاوير الفيلق السابع والعقيد نجاة شكري أمر لواء المشاة 39 الفرقة السابعة أعدموا ميدانيا بسبب عدم أحراز تشكيلاتهم تقدم في المعركة
اللواء فوزي البرزنجي
9 1/ 9 / 2013
للراغبين الأطلاع على الحلقة السابقة( الموقف/ما بين معركة شرق دجلة أذار 1985 – و قبل معركة الفاو شباط 1986 )النقر على الرابط أدناه:
http://www.algardenia.com/terathwatareck/6334-1985-1986.html
647 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع